المنهجیة الدوغماتیة وأزمة الدرس السردی القرآنی

نوع المستند : Original Article

المؤلفون

جامعة تربیت مدرس

المستخلص

انفتح المشهد النقدی الإیرانی-العربی فی مجال دراسة الخطابات السردیة وتحلیل السرد القرآنی علی نظیره الغربی الذی استمد منه معظم مفاهیمه النظریة، وطرائق ممارسته الإجرائیة، وآلیاته النقدیة، فتناول کل دارس الخطاب السردی المدروس حسب میله وتوجهه الخاص، وعلی أساس المنهج الذی اعتمده فی التحلیل، والجانب السلبی فی هذا التوجه یتمثل فی إسقاط المنهج علی النص وتوظیفه میکانیکیاً، إذ أثار هذا الجانب لتوظیف المنهج أزمة فی المشهد السردی الإیرانی والعربی فی دراسة السرد القرآنی، ومسّ -فی بعض الأحیان- قدسیة الخطاب المدروس وحقیقته الإلهیة، من هذا المنطلق، جاء بحثنا هذا لتقصی النماذج النقدیة التی تبنت إجراءات النقد السردی الحدیث فی ممارساتها التطبیقیة علی الخطاب القرآنی بشکل دوغماتی، بغیة الاقتراب من واقع هذا النقد، ومن ثم تسلیط الضوء على بعض التطبیقات التی قام بها الباحثون العرب والإیرانیون فی هذا المجال، وتوصّل البحث فی النهایة إلی أن المنهج فی فهم بعض الباحثین قد تحوّل إلی أدوات هندسیة ذات حدود وأبعاد لا یمکن المساس بها عند التطبیق، فراح یقودهم، ویکرّس جهودهم للکشف عن الوحدات النصیّة والشرائح المکوّنة للخطاب السردی القرآنی، فإشکالیة توظیف السردیات الحدیثة فی دراسة الخطاب القرآنی راجعة بالأساس إلى صعوبة توظیف آلیاتها الإجرائیة ونقلها من فضاء السرود البشریة، إلى فضاء مغایر لها، هو السرد القرآنی، وأما تطبیق منهج قاصر فی منطلقاته،أو مختلف فی طبیعته على خطاب أدبی، فمن شأنه أن ینتج مجموعة من المعطیات المبهمة التی تفقد الخطاب جمالیته، وتمس جوهر وظیفته، إذ یتحول النقد فی النهایة إلى حشد من الأحکام التی لا یعتد بها، بسبب عدم مسایرتها حرکة نقدیة تحلیلیة فعالة،وهذه الثغرة هی إحدی المخاطر التی قد عانت منها الدراسات طوال ممارستها النقدیة.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية