الأسرة هی اللبنة الأولی فی بناء المجتمع فلذلک حظیت بعنایة فائقة فی الإسلام بحیث تعدّ الأولاد و الزوجة أمانة یسأل عنهم الزوج کما أن للأسرة و الزواج و الإنجاب و ما یتعلق بها مکانة بارزة فی الثقافة العربیة و لدیها تقالید و سنن اختصت بها. إضافة إلی ذلک یکتنز التراث العربی بأمثال و حکم فی مجال العلاقات الأسریة لأسباب أنتجتها و مناسبات اقتضتها فصار المثل الذی یضرب فی أمر من الأمور کالعلامة التی یعلّم بها الشیء و ذلک لإیجازها و شدة اختصارها. ترجع أهمیة توظیف المثل و استلهامه فی الکلام إلی کونه بمثابة العرف الذی تعارفت علیه محموعة من الناس باعتباره من الحجج و الألة التی نقوی بها ما ارتاحت إلیه ضمائرنا و استقر فی أذهاننا من مواقف لأن فی الأمثال یتجلی صفة العقل و الحکمة لأنها شواهد المعنی المراد و هی خاصیة العقل و لبه و ثمرته. فلذلک کله تهدف هذه الدراسة إلی الکشف عن صورة الأسرة فی الأمثال العربیة القدیمة و الوقوف علی القضایا و المعانی التی یتناولها العرب. فاستعان الباحث بالمنهج الوصفی- التحلیلی لتسلیط الضوء علی مضامین الأمثال و دلالتها للکشف عن صورة الأسرة و العلاقات الأسریة و سائر القضایا المرتبطة بالأسرة کالزواج و الطلاق و الخیانة و کانت بعض نتائج البحث تشیر إلی وجود أمثال فی اللغة العربیة تمجد مکانة الزواج و الأسرة کما تشیر إلی وجود نُظُم و أصولٍ و تقالید التزم بها العربی فی حیاته الاجتماعیة و اهتمامه الخاص بتعدد الزوجات و ذلک من أجل کثرة إنجاب الذریة و علاقته الوثیقة ببنی أعمامه و أخواله و ذلک شیء اقتضته الحیاة الصحراویة.
)